عندما تقرأ قصة الطالب ماجد، تشعر بالانتصار، وتشعر أنك تتسلق الفضاء بأجنحة الفرح، لأن ماجد استطاع بموهبته الذهنية وإرادته الصلبة أن يقهر فقدان البصر، وأن يتحول الى حالة نموذجية لا بد وأن يقرأ سطورها كل طالب، لأنها قصة حياة، وقصة كفاح للانتصار على المعوقات وتجاوز العقبات البدنية، والتأكيد أن النجاح وليد الإرادة، وأن الوصول إلى المراتب العليا يحتاج إلى قوة الأنا، وجسارة الإحساس، ودحض كل ما يعيق الإنسان عن تحقيق الأهداف السامية.
ماجد، الطالب في مدرسة محمد بن راشد النموذجية، أصبح الآن مثالاً يحتذى بين أقرانه وزملائه الطلاب، لما يتمتع به من قدرات عقلية، وطاقات نفسية، جعلته يقف عند رأس القائمة بالنسبة للطلبة المتفوقين، ماجد، اليوم يستخدم الحاسب الآلي، ويوظف (الشات) في التراسل مع الأصدقاء عبر الإنترنت إلى جانب كل ذلك، فهو يلقى كل تقدير واحترام من إدارة مدرسته وزملائه الطلاب، لأنه يتحلى بالأخلاق والقيم التي هي زينة الإنسان وقلادته التي تطوق عنقه.
مثال ماجد يجب أن يدخل في كل بيت، ويجب أن تذكر كل أم، ويذكر كل أب أبناءه بأن الحياة كفاح من أجل إثبات الذات، وأن الحياة من غير جهد لا تساوي قشة، فاليوم الكثير من الطلاب يذهبون إلى مدارسهم ويعودون منها بلا جدوى، ولا معنى لأنهم لم يحددوا الهدف، ولم يرسموا الغاية من دخول المدرسة، لذلك نجد الكثير من الطلاب يعانون من حالات الإحباط والضوابط، والتعثر الدراسي، وأحياناً الفشل، لأنهم تاهوا في الطريق إلى المدرسة فضاعت منهم بوصلة الغرض من الذهاب إلى المدرسة. والمؤسف أن غالبية الطلاب الذين يلاقون المصاعب في الدراسة هم طلاب أذكياء ولا تنقصهم القدرة على استيعاب المنهج الدراسي، بل كل ما ينقصهم هو الشعور بأهمية الدراسة، ما يجعلهم يهملون ويتكاسلون فيتراجعون عن الاقتراب من الكتاب، والوقوف إلى جانب المدرس الذي جاء متأبطاً رسالته السامية، ليخرج بعد ذلك بنتيجة كسب طلاب مجتهدين، متميزين، مثابرين، كما هو حال الابن ماجد. وأتصور أن الإعاقة الحقيقية التي يعاني منها الإنسان والتي قد تسبب له الفشل هي عدم الإحساس بأهمية وجوده، ونسيان رسالته على الأرض، وليست فقدان حاسة من الحواس، كالبصر والسمع والنطق. وفي العالم عباقرة صنعوا المعجزات، بل وأناروا دروب غيرهم بأفكارهم النيرة، وطه حسين مثال ونموذج، وكل الأمنيات أن يكون لدينا طه حسين، أو شوبنهور على هذه الأرض الطيبة.
كل الأمنيات لماجد بأن يحقق ما يفرحنا جميعاً ويسعد الوطن.


marafea@emi.ae